السلام عليكم.. تدوينة اليوم تابعة لسلسلة الانتقال
بكل صدق أتمنى أن كانت السلسلة لطيفة وعفوية وتحبّونها، وتسعدني تعليقاتكم عليها. للإطلاع على التدوينات السابقة في السلسلة استقرارٌ في زمن الانتقال، لا استقرار في زمن الانتقال ــ ٢ ، الشعور الأول في الانتقال ـــ ٣.
الاستعداد للنزهة
بعد أتممنا تفريغ الكراتين والصناديق التي أغرقتنا كثرتُها، وأستمررنا على تفريغها أيام طِوال، حتى انتهينا بفضل الله. قررنا أن نذهب للبقّالة أو الدكان القريب من بيتنا الجديد كنوع من المغامرة واكتشاف الحيّ وأهل الحيّ. خرجنا في الرابعة عصرًا ودخلنا لأقرب بقّالة لنا وكانت على بُعد رصيف قصير وبيتين من بيوت الجيران، كانت مليئة بالخيرات وملئنا هدوءها بالضجيج والتعليقات والسؤالات على بعضنا البعض وكان إعجابنا بما وجدنا لديهم مما لذّ وطاب برغم صِغر حجمها وموقعها في زاوية الرصيف.
تبادلنا الحديث مع عامل البقّالة وقُلنا له ونحنُ فرحين بأننا الجيرانُ الجُدد، وذكر لنا -بوجهٍ ضاحك- أنها البقّالة فُتحت حديثًا قبل ثلاثةِ أسابيع. ثم نظرنا لبقّالةٍ تُماثلُها حجمًا قريبةٌ منّا ولم نفكّر مرتين كما يُقال، فانطلقنا لها وكانت على ذات الشارع، واشتغلتْ لدينا استشعارات المُقارنة السقيمة بين ما توفّره هذه وتلك.
واشترينا ما اشتهينا، مِن بطاطس مُقرمشة وحليب شوكولاه، ومُثلجات “آيس كريم” منّوعة بين الشوكولاته والملوّن، وخُبزًا.
التجوّل في الحي
كانت فكرة التجوّل في الحي وإطلاق النظر على البيوت والأرصفة والنظر للأطفال والشباب الحيّ أمرًا مهمًا بالنسبةِ لي، لأنها تُبصّرني بالحي الذي أسكنه وتمدّني بأسباب بالغةِ الأهمية في استحسان أهل الحيّ، وتزيد من فُرص التشّجع في التعرّف عليهم لاحقًا..ربّما.

مناظر جيرانية
عندما خرجنا من البيت أخذت أنظر إلى السيارات والأرصفة، اتأمّلُها ربّما تُعطيني فكرةً لطيفة عن الجيران الأفاضل، ولا أمنع نفسي ولا عيناي أن أنظر لأي فرد يمشي صغيرًا كان أم كبيرًا، شيخًا أم عجوزًا أم شابًا ومُراهِقًا، اختلس نظرةً سريعة عليهم ألتقطُ صورةً سريعةً وأخزّنها في مجلد الحي كذا في ذهني، ولا تُغادره.
مّما نظرتُ إليه من مناظر أو مظاهر جيرانية، مُراهقين خرجا معنا من البقّالة الثانية ويُعلّقان بصوتٍ عالٍ غير مُباليين بنا قريبين منهما، وسحبا دراجتيْهما وذهبا. ونظرتُ لاحقًا نظرةً بعيدة فرأيت أمراةً كبيرةً في السن تخرج من منزلٍ ما وتمشي على الرصيف محتشمةً بعباءةِ رأسٍ سوداء كبيرة. وعُدنا في الخامسةِ والرُبع.
وقبلَ عودتنا، رأينا ازدحامًا على محلِ أطعمةٍ شعبي قريب منّا، يقدّم المطبّق والسمبوسة والچباتي، أربعة أو خمسةُ رجالٍ صافين وراء بعضهم، وأمراةٌ منفردة تنتظر إتمام طلبها، وسيارتين تنتظران. قررنا أن نجرّب المطبّق والسمبوسة فكانا طازجيْن ولذيذيْن جدا، وكانت وجبةُ المساء من هذا المطعم الشعبي.
وفي نهاية التدوينة، اشتركوا في المدونة حتى تصلكم التدوينات الجديدة