السلام عليكم.. على عُجالة قبل أن تمشي آخرُ ساعتيْ هذه الليلة
في هذه التدوينة سأقتبس أجزاءً أثّرت بي، وأعجبتني في مختصر السيرة النبوية. بالمناسبة، تحدّثت عن كتب السيرة النبوية ونصحتكم في تدوينة بعنوان خذ نصيحتي في أفضل كتاب للسيرة النبوية .
وذكرت في التدوينة النصيحة أن كتاب مختصر السيرة النبوية للشيخ موسى العازمي أفضلُ مما قرأته. واسأل الله أن يحلّلني المؤلف ويُبيحني في نشري هذه الوقفات الثلاث. أتمنى لكم قراءة نافعة
دعوة أهل الطائف
بعد أن ضاقت مكة بحبيبنا محمد ﷺ وآلمه مُضايقات قُريش ، قرر السفر للطائف حتى يدعو أهلها لتوحيد الله وأن يُعاونوه ويُساعدوه في مسيرته الدعوية ، فذهب لقبائل الطائف فلقي منهم الضيق والألم الشديد ، وضاق صدره .. واضطر الخروجَ منها وحُزنُه ظاهرٌ على وجهه الشريف ﷺ ، وهو يمشي والدماء تقطُر من قدميه الشريفتين ، أخذ يدعو الله بهذا الدعاء “اللهم إليك أشكو ضعفَ قوتي وقلّة حيلتي ، وهواني على الناس… إلى آخره.

هو دعاء عظيم يظهر فيه ضعف العبد وبشريته الخائبة التي لا تُفيده بجلب نفع ولا دفع ضر عنه ، وإن نظرت لكلمات الدعاء العظيم هذا واستشعرتَ ضعفك وقلّة حيلتك واعتمادك الكلّي في التوكّل وطلب العون من الله ، سيبلغ الدعاء من قلبك مبلغًا عظيمًا.
وإن عدنا لمشهد الدعاء وحالة رسول الله ﷺ حينَ دعاه فإننا نبكي على حالته ، لأننا نحبّه ويُحزننا ما يُحزنه ويُسعدنا ما يُسعدُه . نسأل الله أن تلين وترقّ قلوبنا نصل للبكاء تأثرًا مع رسول الله ﷺ ، لأننا نعلم أن التأثر نوعٌ من الحبّ .
الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو رضيَ الله عنه
استشهد الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن حرام والد جابر رضيَ الله عنهما ، في غزوة أُحُد بعد أن قاتل وثبت في قِتاله ، فكان جابر يكشف وجه والده ويبكي والده ولم ينهاه رسول الله ، ثم جاءت عمّة جابر – أي أخت عبدالله – تبكيه ، ثم قال رسول الله ﷺ: تبكيه أو لا تبكيه ، ما زالت الملائكة تُظلُّه بأجنِحتها حتى رفعتُموه. ياه ترفعه الملائكة الكِرام عليهم السلام.

كما قال الحافظ : لا ينبغي أن يُبكى عليه ، بل يُفرَح له بما صار إليه. وهذا المشهد جزءٌ يسير من مناقب الصحابة الكِرام رضيَ الله عنهم.
بركة رسول الله ونور الإسلام!
يذكر الصحابي الجليل أنس بن مالك رضيَ الله عنه ، أن الرجل يُسلم ما يريدُ إلا الدنيا أو شيئًا فيها ، وأما قصدُ قلبه فصحيح، ثم يأتي نور الإسلام بقلبه فيكون -الإسلام – أحبّ إليه من الدنيا وما فيها.

ما زالت تتردد هذه الجُملة في عقلي منذُ قراءتها ، يكون الإسلام وأركانه الصلاة والدعاء والصيام ، وذكر الله وقراءة القرآن والحج كلها أحبّ إليهم من الدنيا وما فيها، وأنهم يعيشون بين أركانه نابذين الدنيا وما فيها من قلوبهم وجوارحهم. يالله! نسأل الله أن نكون من أمثالهم.
أتمنى أعجبتكم هذه الاقتباسات والوقفات ، شاركوني تعليقاتكم واشتركوا في المدونة