السلام عليكم.. يومنا الثامن
آمل أن أعجبتكم التدوينات السابقة، وأسعدتوني بتعليقاتكم على موضوع الانتقال.
قضيتُ ذاتَ مرة إجازة نهاية الإسبوع، في مزرعةٍ أو تسمى فلة أو بيت مزرعة، كانت يومان وليلتان ونصفُ يوم… من أجمل ما قضيت من فترة طويلة
لو كففتُ عن التعبير والكتابة، لأَدعكم تتأملون الصور لكفاني واسترحتُ لهذا الأمر، ولكن تحدي رديف يُلزمني بالكتابة، وأدعو الله أن أوفّق
نعيش أنا وعائلتي حياةً مدنية في مدينة، وقلّ أن تجد بيوتًا واسعة أو مزارع خلّابة أو غرف مُبهِجة، إلا ما يُسمّى بالشاليهات ذواتِ المسابِح الباردة، دون شيءٍ آخر يُذكر.
لطالما تمنيت أن أعيش في منزل ذا سقفٍ مكشوفٍ مثلَ حوشٍ كبير، أو مزرعة ونخل، أو شجرة، أو دجاجات وديك، الحياةُ تقرُب للراحةِ والسعادة بالنسبة لي، برغم مساوئها إلا أني دائمًا سأُفضّلها. سأعود للحديث عن الحيوانات في الفقرات التالية.
في أول يوم لنا، قررتُ أن استمتِعَ بالأجواء الموجودة وأترك الجوّال إلا لحبسِ صورةٍ بديعة، تبقَى ذِكرى لا أنساها. ومتّعت نظري وجوارحي بما أعيشه من طبيعة خلاّبة ونخل والخُضُر من الزروع، والطقس ذا الهواء الم المُنعِش والغروب الساحر. كل ذلك وأكثر.
حيوانات المزرعة
كان في المزرعة مجموعة أديكة ودجاج في مربّعٍ مسوّر عليهم، في خلف البيت عند أحد الأسوِرة، بالنسبة لي كانت الحيوانات جمالٌ مُضافٌ في جمال المكان، أحببتْ صَحوي على صوت الديك الحاد والعالي، والمتكرر. كانت صباحاتي مُختلفة مع ما سبق ذِكره، وزاد عليه زيارة الأديكة والدجاج وتأمّل شروق الشمس البديع.
قلتُ لهم في آخر نهار: الديكُ أكثرُ ما أفقدته. ربّما ظلمت حبّي للطبيعة والزروع، وهذه حقيقةُ شعوري.
صورة دنيوية
كنت أتمشّى وأقول: كيفَ بالجنّة؟ ما أجمل ما عِشته وتمشيتُ فيه إي والله صورةً دنيوية زائلة من نعيم الجنة المُقيم. فمهما وصفت الكلمات واستخدمت من العبارات، لن تفهموني إلا أن تشعروا به، أو تذهبوا إليه. اسأل الله أن يجعلني و والديّ وإياكم وأحبابنا من أهل الجنة.
كنت أتجوّل هنا وهناك، وأُكثِر من قول ماشاء الله لاقوّة إلا بالله، كأنها جنّة صاحبيْ الجنتين، في سورة الكهف.
ما عندي ما أقولُ أكثر، إلا أن المزرعةَ ذكّرتني بهدف أي مسلمٍ ومسلمة الأسمى والأشرف في الدنيا، الفور بالجنّة، فإن رضا الله يُورثكَ الجنّة.
أدعو الله أن يرزقنا رضاه عنّا، ويُورثنا نعيم الجنّة المقيم، وجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
وفي الختام، شاركوني تعليقكم