Uncategorized · كتب · مراجعة كتاب

هل تعرف شمائل النبي محمد ﷺ ؟

مرحبا أتمنى أنكم بخير حال

قرأت قبل فترة كتابًا يشرح شمائل النبي محمد ﷺ من شرح الشيخ عبد الرّزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله، ألفّ الكتاب الإمام الحافظ أبي عيسى الترمذي رحمه الله، تم تتابعت شروحات الشيوخ جزاهم الله خيرا.

يبدأ الكتاب بفصل باب ما جاء في خًلقِ رسول الله ﷺ من وصف ملامحه وطوله ولحيته وخاتم نبوته، وغير ذلك، وقد أُفرد خاتم نبوته بفصل خاص. ثم تتابع الفصول عن كل شمائله في سرد للأحاديث الصحيحة وأسانيدها وذكر صحّتها من عدمه، ثم يشرح الشيخ البدر المذكور فيها، ويشرح غريب كلماتها، وقد يعلّق عن الواقع المعاصر إن كان مخلًّا بأمر نبوي شريف. سأذكر بعض الشمائل تحت فقرات، وسأدعوكم لقراءة الكتاب سواء بشرح الشيخ نفسه أو غيره.

بمناسبة آخر سطر، ينصح الشيخ أحمد السيد بقراءة طبعة محددة من شرح الشمائل، ويرى أنها أفضل طبعة، ويشدّد على اقتنائها حتى لو كنتَ تملك طبعة أخرى -مثل حالتي- وهي (طبعة من دار المنهاج القويم، من تحقيق الشيخ ماهر الفحل، وتحت إشراف الدكتور بشّار عواد معروف) ، وسأحرص على اقتنائها إن شاء الله.


شمائل أول مرةٍ أتعرّف عليها!

نهى رسول الله عن المشي بنعل واحدة وترك الأخرى، فإما كلاهما -منتعلتين- وإما فلا، وجاء الأمر لسببين: عدم التشبّه بالشيطان المنتعل لواحدة، وأن فيه ظلم للبدن والتي جاءت الشريعة الإسلامية بأوامر للمحافظة عليه، فمن محافظتك لبدنك: أن تمنع انتعال قدم دون الأخرى، أن تمنع تقزع الشعر، أن تمتنع الجلوسَ بين الشمس والظلّ، وتمتنع عن الأكل والشرب بالشمال.

سُئل الشيخ بن باز رحمه الله: لو كانت النعل الثانية بعيدةٌ عني خطوةً أو خطوتين، أفأمشي إليها بنعلٍ واحدة؟ فقال الشيخ: إن استطعتَ أن لا تخالف السُّنة ولو بخطوةٍ واحدةٍ فاعل.

أمر رسول الله بأداب الطعام، وهي: الأكل بثلاثة أصابع للطعام المتماسك وهو مستحب، ولا بأس الأكل بأربعةِ أو خمسة أصابع إن كان الطعام متناثرًا. ولعق الأصابع بعد الفراغ من الطعام، والتقاط اللقمة الساقطة على الأرض -أو السفرة- ونفض الأذى عنها ثم أكلها. ففي أحد هذا الآداب تحلّ بركة الطعام على العبد، وتكون بتغذية البدن وسلامته من أذى الطعام، وتقويته للبدن على طاعة الله.

وجّهنا رسول الله للتسمية باسم الله عند بدء أكل الطعام -وهو سبب لحلّ بركة الطعام- وعند دخول المنزل، حتى يمنع العبد الشيطان من مشاركته في طعامه وبيته. ثم حمد الله بعد الفراغ من الطعام، بصيغ حمد مختلفة، مثل: الحمدلله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، غير مودّعٍ ولا مستغنًى عنه ربّنا.

كان رسول الله ﷺ لا يردّ هدية الدّهن -الطِّيب-، وفي الأمر استحباب أن يتطيّب العبد برائحة طيبة، وأن يحرص طوَال يومِه وليلته، والملائكة -عليهم السلام- يُحبون الروائح الطيّبة، وأن يُزيل الرائحة الكريهة متى وُجدت، وفعل التطيّب آكد في الصلوات وصلاة الجُمعة، والعيدين، وعند الإحرام.

استحباب صلاة التطوّع -السبحة- في البيت وهي أفضل من أدائها في المسجد، ولو كانت في المساجد الثلاثة المُضاعف فيها الأجر. لأن الصلاة في البيت بمثابة حياةٍ له، وتطرد الشيطان من البيت وتحصل فيه الطمأنينة والبركة، وتحرّك رغبة الصغار في الصلاة والتعوّد عليها.

من صور اعتدال رسول الله ﷺ الشاملة في كل أمور حياته، في صيامه وفِطره فكان يصوم لثلاث من الشهر، ويوميْ الأثنين والخميس الثابت فضلها، ويعتدل بين أيام للصيام وأيام للفطر، واعتداله في قيام الليل، فمرةً قيام وتعبّد، ومرةً يعطي جسده حظّه من النوم والراحة.


من الفوائد التي دوّنتها في الكتاب
  • من حسن الاقتداء بالصحابة الكرام، تنظيف القلب من الغلّ والحسد، والدعاء للأخوان في السلام ممن نعرف أو لا نعرف بأفضل الدعاء، وهو دعاء البركة، له ولولده وماله، مثل اللهم بارك لهم.
  • أمر رسول الله بلبس الأبيض من الثياب لأنها من خير الثياب، ولأنها أطهر وأطيب ، وأسرع في تطهيرها.
  • من حسن الأخلاق المُسارعة في ارتداء – أو استخدام – هدية المهدي، وفيه إدخال الفرح والسرور على قلبه، كما فعل رسول الله مع هدية النجاشي.
  • كان حديث رسول الله ﷺ مميّزًا بخصائص: فقد كان طويلَ السكت، ولا يتكلم في غير حاجة، ويفتتح كلامه ويختم بذكر الله، ويترسّل في كلامه ويتأنى فيه، ولا يغضب لشيء من الدنيا، ولا نفسه.
  • من اتباع السُّنة التيامن في كل أمر، البدء باليمين في الزينة والمشي والتنعّل والصعود والتطهّر، وحتى تسريح الشعرنبدأ بالجزء الأيمن ثم الأيسر، لأن فيها تكرّم لليمين. وتتقدّم الشمال على اليمين عند: نزع الحذاء، ودخول الخلاء -أكرمكم الله-، وعند الخروج من المسجد.
  • ارتباطًا بمسألة التيامن، كان يلبس رسول الله ﷺ خاتمه في يمينه وقيل يساره – وكان موضعه في الخنصر-، وقال العلماء: جواز لبس الخاتم في اليمين أم اليسار ولا كراهة فيهما، والصواب أن اليمين أفضل، لأنها أشرف وأكرم في كل الأمور، خاصةً في الزينة.
  • يأتي الإسلام بسلوكيات صغيرة في حجمها من أمور الدنيا والدين، لأنها تحمل الهداية والصلاح للعباد في أبدانهم. دوّنتها عند حديث أمر فيه رسول الله ﷺ الشُرب بثلاثة أنفاس، لأنه أبلغ في حصول الريّ للبدن العطشان.
  • كان الرسول ﷺ يقوم بآداب قبل نومه، وهي: الاضطجاع على الشقّ الأيمن، و وضع الكفّ اليمنى تحت الخدِّ الأيمن، وقول: ربِّ قِني عذابك يومَ تبعثُ عِبادِك. فالنوم نوع جزئي من الوفاة، وهو موطِن تذكيري للعبد بالموت المحتّم، نسأل الله حُسن الخاتمة.
  • أن يتيّسر للعبد أن يصلي الضحى أربعًا أربعًا كما هي صلاة رسول الله ﷺ ، أو يصليّها اثنتين أو ما استطاع، فذلك خير.
  • كان رسول الله إذا نام قُبيل الصبح -الفجر- ينام بوضعية غير مريحة ولا تساعده على الاستغراق في النوم، حتى لا تضيع عليه الصلاة. ينصب ذراعه ويضع الرأس على كفّه.

مصطلحات جديدة
  • السُبحة مرادفة للنافلة. وتسمّى بالسُبحة أو السجدة.
  • الدَمامَة هي في الصفات الخَلْقية، والدميم لا يُلام لأنه ليس من كسبه. أما الذمامة هي الصفات الخُلُقية -الأخلاق- والذميم يُلام، لأنها من كسبِه.
  • التقارب الوصفي والشكلي بين الشمام والخِربِز -وهو مِن فاكهة رسولُ الله ﷺ فقد جمع بين الخِربِز والرطب- فالخِربِز لونه قشرته الخارجية بني أو برتقالي فاتح، وأخضر أو بين الأصفر في داخله.

وفي الختام، أتمنى أعجبتكم التدوينة. واسأل الله أن يوفّقنا لحُسن التأسي برسول الله ﷺ .

3 رأي حول “هل تعرف شمائل النبي محمد ﷺ ؟

أضف تعليق