Uncategorized

يوميات رمضانية2: عليك البداية!

مرحبا.. أتمنى أنكم بخير حال

ها قد مرّ يومان وليلتان من أجمل الشهور وأكثرها روحانية.. ما أجمل مشاعرنا في حضرته.. اللهم إني اسألك القبول والغفران ا

كنتُ قد كتبت في تغريدة “اجعلوا القرآن هو كتابكم الأول والأهم في شهر رمضان.” وأعتقد أن قراءة القرآن هي هدف كل شخص منا في هذا الشهر، لذا لن نتطرق إليه وسنكمل سلسلة التدوين القصيرة هذه. مع تمنياتي أن تعجبكم

اقتباس من كتاب رمضاني

ذكرت من يوميات1 السابقة أني بدأت بقراءة كتاب (أصول الوصول إلى الله) للشيخ محمد يعقوب. كُتب في المقدمة أن أصل مادة الكتاب هو خطبة مختصرة عن السير إلى الله، ذات 5 عناصر، فزادها الشيخ مؤلف الكتاب إلى سبعين ثم مائة، ماشاء الله.

ووصلت عند الأصلين الأولين. والأصل الأول هو: عليك البداية وعليه التمام. من رعاية ربنا جلال العزة : أن يكلّف العبد أن يأتي سيده ثم يكونُ من السيد القبول والإكرام.

اتوِ إلى الله وابدأ..ابدأ خطوة.. اعمل.. اتعب..تحرّك..اسعَ وسوف يتم عليك بخير. ودائمًا معلوم أن نقطة البداية هي الأشقّ. وانطلاقة البداية هي الأصعب، وهذا هو عين الابتلاء من الله سبحانه وتعالى أن يجعل البداية عليك، فإن صدقت عزيمتك بَقِيَ عليك صِدق الفعل وهو بذل الجهد. وصدق الفعل يمنعك من الكسل والفتور.

والأصل الثاني: كن واحدًا واحدًا على طريقٍ واحد. كن واحدًا تعني: أي كن عبدًا لله الواحد. فكثيرٌ من الناس عبدٌ لبطنه وعبدٌ لرصيده. كن كما يريد الله.. عش على مراد الله منك، لتكون عبدًا.

وقفة
الصدق مع الله

وقفة وجدتها في الكتاب وددت عرضها لكم. الصدق مع الله يكون أن يستجمع الإنسان في نفسه الإخلاص لله في عمله وقوله، وصدق توكله على ربه وأن يُراجع قلبه كل مرّة. اللهم اجعلنا من عبادك الصادقين والمخلصين.

حلقات رمضانية

تابعت حلقات من برامج رمضانية، تسمو برسائل عالية الهمّة وذات نفع عظيم بإذن الله، ذكرت 3 برامج في التدوينة السابقة، وهم: هدايات رمضانية، الأيام الخالية، وسام القرآن. وسأعلّق على ما شاهدت من حلقات.

تابعت الحلقة الاولى من برنامج وسام القرآن، وكانت عن علاقة الشيخ فهد الكندري (المقدم) بالقرآن الكريم وقصته، وتحدّث عن قصة ابنه سالم في ختم القرآن مع عرض فيديو مؤثر لختمته. وكانت قصصهم مشجّعة للغاية، أنصح بمشاهدتها وبمتابعة حلقات البرنامج.

تابعت برنامج جديد صادفته على يوتيوب، اسمه سبائك البخاري للشيخ حسن الحسيني، متحدثًا فيه عن البخاري ابتداءً بقصة تدوين السنة وعن مؤلف كتاب صحيح البخاري رحمه الله، فكرة البرنامج رائعة وقد كانت الحلقة الأولى بطول 24 دقيقة.

وعاد برنامج سواعد الإخاء بموسمه التاسع، وكانت الحلقة الأولى تجميعات لبعض حوارات الدكتور محمد العويد رحمه الله، وهو برنامج غنّي عن التعريف، يقدمه الدكتور محمد السيد مع دكاترة ومشايخ كِبار ننهل منهم القصص والعِبر. أنصح بمتابعتها. هذا الموسم تجميعات للمواسم سابقة ولا توجد حلقات جديدة

دعاء أثير
كان مِن دعاءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا.

هذا حَديثٌ عَظيمٌ مِن أَعْمدةِ الدَّعواتِ النَّبويَّةِ؛ فقَدْ جَمَعَ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم التَّعوُّذَ من أُصولِ الخِصالِ المُثَبِّطَةِ عنِ العَمَلِ، وسَأَلَ فيه أُصولَ الخِصالِ المُحَفِّزةِ للعَمَلِ.
فاستِعاذَتُه منَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ لِمَا فيهم مِنَ التَّقصيرِ عنْ أَداءِ الواجِباتِ والقيامِ بِحُقوقِ اللهِ سُبْحانَه وتَعالَى وإزالَةِ المُنْكَرِ؛ ولأنَّه بِشَجاعةِ النَّفْسِ وقُوَّتِها المعتدِلَةِ تَتِمُّ العِباداتُ ويَقومُ بنَصْرِ المَظْلُومِ، وبالسَّلامَةِ مِنَ البُخْلِ يَقومُ بِحُقوقِ المالِ ويَنْبَعِثُ للإنْفاقِ والجُودِ ولِمَكارمِ الأَخْلاقِ وَيَمْتَنِعُ مِنَ الطَّمَعِ فيما لَيسَ لَه، واستِعاذَتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن هذه الأشياءِ لِتَكْمُلَ صِفاتُه في كُلِّ أحوالِه وشَرْعِه أيضًا لتَعليمِ أُمَّتِه.

وأَمَّا الهَرَمُ فهُوَ كِبَرُ السِّنِّ الَّذي يُؤَدِّي إلى تَساقُطِ القُوَى، وإِنَّما استَعاذَ مِنه لِكونِه مِنَ الأدواءِ الَّتي لا دَواءَ لَها.
ثُمَّ استَعاذَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من عَذابِ القَبْرِ وهُوَ أَوَّلُ مَنازلِ الآخِرَةِ.
وبَعدَ أنِ استَعاذَ بِما يَضُرُّ النَّفْسَ سَألَ اللهَ ما يُصلِحُ تِلك النَّفسَ، فَقالَ: (اللَّهمَّ آتِ نَفْسِي تَقواها)، يَعني: تُيَسِّرُها لفِعْلِ ما يَقيها العَذابَ، (وزَكِّها)، يَعني: بطاعَةِ اللهِ، وطَهِّرْها مِن الرَّذائلِ والأَخْلاقِ الدَّنيئَةِ، كقَوْلِه تَعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس: 9]، فَهُوَ مُطابقٌ للدُّعاءِ؛ فإنَّ المرادَ مَن زَكَّى اللهُ نَفْسَه، فالآيَةُ إخبارٌ بأنَّ المُفلِحَ مَن زَكَّى اللهُ نَفْسَه، وهذا الحديثُ سُؤالٌ أنْ يُزَكِّيَ اللهُ نَفْسَ الدَّاعي.
وقَولُهُ: (أَنتَ وَلِيُّها) يَعني: سُلْطانُها والمُتَصَرِّفُ فيها، (وَمولاها) مالِكُ أَمْرِها.

واستَعاذَ مِنَ النَّفسِ الَّتي لا تَشْبَعُ لأنَّها تَكونُ مُتكالِبَةً على الحُطامِ مُتَجَرِّئَةً على المالِ الحَرامِ غَيرَ قانِعَةٍ بِما يَكفيها مِنَ الرِّزقِ، فلا تَزالُ في تَعَبِ الدُّنيا وعُقوبَةٍ في الآخِرَةِ، واستَعاذَ منَ الدَّعوةِ الَّتي لا يُستَجابُ لها؛ لأنَّ الرَّبَّ سُبحانَه هُو الَّذي يُعطي ويَمنَعُ، القابضُ الباسطُ، فإذا تَوجَّهَ العَبْدُ إليه في دُعائِه ولم يَستَجِبْ دَعوتَه فَقدْ خابَ الدَّاعي وخَسِرَ؛ لأنَّه طُرِدَ منَ البابِ الَّذي لا يُستَجْلَبُ الخيرُ إلَّا منه، ولا يُستَدْفَعُ الضُّرُّ إلَّا به.
وفي الحديث: الحثُّ على الدُّعاءِ والاستعاذةِ مِن كلِّ الأشياءِ المذكورةِ وما في مَعناها، وأنَّه ليس في هذا نَقصٌ في الإيمانِ والتَّسليمِ بالقضاءِ والقَدَرِ . *شرح الحديث مُقتبس من موقع الدرر السنيّة. من هنا.

شرح طويل ولكن شامل وامتنعت عن حذف أي جزء لأهمية كل كلمة في الشرح.

وفي ختام التدوينة، أسأل الله لي ولكم القبول. وأتمنى لكم إفطارًا شهيًا وصيامًا مقبولًا.

انضمام 1٬834 من المتابعين الآخرين
الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s