Uncategorized · كتب · مراجعة كتاب

مراجعة رواية الخوف لستيفان زفانغ

مرحبا.. أتمنى أنكم بخير

أراجع اليوم رواية شهيرة للمؤلف ستيفان زفانغ، ذات حبكة متميّزة، وأحداث غير متوقعّة، وشخصيات محدودة متكاملة.

المؤلف ستيفان زفانغ ولد في فيينا عام 1881م، وكان كثير الأسفار لدول أوروبا بشكل عام، ولم يمنعه ذلك من تأليف كتب ومسرحيات والترجمات، كان سببًا في تثقيف دول أوروبا المختلفة التي تلاشت إلى جهل بعد قيام الحرب العالمية الثانية، حيث تنبأ ستيفان بهذا التحوّل المأساوي، فهاجر بعيدًا إلى البرازيل ومات في طريقه إلى هناك سنة 1942م.

كان يعتبر أن الأدب ليس الحياة، إنما هو وسيلة لتمجيد الحياة، وسيلة للقبض على بُعدها المأساوي، بشكل أكثر وضوحًا وأكثر جلاءً، وكان تواقًا للسفر ليمنح نفسه الإتساع والامتلاء، والقوة والمعرفة، ولكي يربطها بجواهر الأشياء وأعماقها. كانت رسالة انتحاره أشد حزنًا وصادرة عن شخص امتلأ بالإحباط والخيبة.

اختصرت سيرته في 4 أسطر، اقتبستها من صفحات تقديم المؤلف في رواية 24 ساعة من حياة امرأة، لقد كان صاحب رسالة وأهداف كبيرة وبالغة الأهمية.


تعريف الرواية

رواية الخوف تميّزت بالحبكة المذهلة والأحداف الحابسة للأنفاس، والشخصيات الغامضة، جاءت في 98 صفحة، من ترجمة أبو بكر العيّادي ودار مسكيلياني للنشر والتوزيع، ودار مسعى للنشر والتوزيع، تصنيفها خيال علمي، تشويق، الخيانة.

تدور القصة حول امرأة خائنة لزوجها المحامي ذائع الصيت، مع عشيق مجهول، تلتقيه بشكل دوري حتى جاء يوم قلب مسيرة خيانتها الصامت إلى ابتزاز مجهول الطرف، ومن هنا نعيش معها لحظات الخوف الشديد وحبس الأنفاس والتحولات البارزة في شخصياتها إثر هذا المنعطف شديد الإنحدار.

كُتب في الغلاف الخلفي: لقد استطاع زفايغ بما له من قدرة على سبر أعماق النفس الإنسانية، أن يخلق عملًا بالغ التشويق، يجعل القارئ يلهث مع البطلة الساعية إلى حل يتمنّع عليها، حتى صارت كالسائرة إلى حتفها. منساقة إلى قدر لا تعلم من سطّره إلا حينما شارفت على وضع حد لحياتها اتقاء الفضيحة والعار.

كانت في قرارة نفسها تكاد تكون مبتهجة لوقوعها بالأمس وجهًا لوجه مع تلك المرأة الشرسة، لأنها أحست للمرة الأولى منذ زمن بعيد بانفعال حقيقي، كان له من القوة والإثارة ما جعلها لا تزال حتى الآن مهزوزة في أعماقها.

بدأت تتفحّص حياةً زوجها في أدقّ التفاصيل الكفيلة بإفادتها علمً بطبعه. كان الخوف قد بات يضرب مثل مطرقة باب كل ذكرى صغيرة كي يجد مدخلًا إلى غرف قلبه السرية.

شعرت السيدة فاغنر بأنها مدينة للخوف الذي كشف لها حقيقتها، وفتح عيونها على واقعها، وعلاقتها مع المحيطين بها، كما كشف لها تخبطها وضياعها لسنوات في معمة خيباتها المتراكمة التي كانت تظنها سعاداتها. وكُشف لها خيبتها الكبرى، ومحنتها في استراق الملذات في الخارج وتجاهل نداء الأمومة والواجبات الزوجية والأسرية، في بحثها عن صخب الخارج. *المقال كاملًا من موقع اللغة والثقافة العربية مع الإشارة لوجود حرق لنهاية الرواية تحت جزء (حيرة وضياع) في المقال.


تقييمي

رواية ساحرة في أوصافها وتعمقها في دواخل شخصيتنا السيدة فاغنر، عشت معها كقارئة ومستمعة كل مشاعرها الكبيرة والبسيطة كالخوف والرعب والانفعالات الداخلية والخارجية، وكل تغيراتها في شخصيتها وأسلوب حياتها وعلاقتها مع الأشخاص من حولها زوجها وأبنائها وذلك العشيق.

تحت هذه القوة والمرح التي تتمثّل بهم ضعف وتردد كبير لم يكن ليظهر لأي أحد حتى لزوجها، تتستّر بقوتها ومرحها الظاهر فيما يوجد بداخلها حاجات لم تُسدّ ولم تستطع الحديث عنها، برّرت ترددها على شقة العشيق بتبريرات صبيانية مؤقتة، كالبحث عن الحب الكبير الممزوج بالرومانسية الخيالية.

أعجبتني كثيرًا واستمتعت بشعور الخوف مع السيدة، برغم قصر صفحاتها إلا أنها متكاملة الحبكة والأحداث، قرأت الأخرى 24 ساعة من حياة أمرأة فآثرت الخوف بالمراجعة لأنها نالت استحساني، والأخرى رائعة كذلك. وقد كان شعور الخوف المتواصل هو أبرز ما أعجبني في الرواية، إذ لم أحس بمثل قوته مع أي رواية أو كتاب آخر. مراجعتي كاملة

استمعت للرواية عبر تطبيق ستوري تل Storytel بصوت الراوي سلام ديك، بطول 2 ساعة و48 دقيقة. صوت الراوي ممتاز جدًا. أنصح جدًا بقراءتها أو استماعها.

التصنيف: 5 من أصل 5.

في الختام، أتمنى أن أعجبتكم المراجعة وأتمنى لكم قراءة ماتعة.

اشتركوا في الصندوق أدناه حتى تصلكم التدوينات الجديدة أولًا بأول.

انضمام 1٬836 من المتابعين الآخرين
الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s