مرحبا.. كيف حالكم؟ وكيف أيامكم؟ أتمنى أنكم بخير حال.
تلقيت اخبار حزينة جدا خلال الشهر الماضي والحالي، اخبار وإن كانت لا تمس أهلي واقاريبي جميعهم الحمدلله، إلا أنها احزنتني. لم أكن اتوقعها ووقعت في نفسي وقعًا عميقًا. ليس المهم ذكرها أو السؤال عنها وإنما المهم ما ألهمتني كتابته هنا.
فكرت حينها بأني لست وحدي من تتلقى وتواجه اخبارا سيئة وحزينة من حولها، وفكرت بكتابة تدوينة تسليني وتسلي القراء. اسأل الله ان يبعد عنا الحزن ويبدل اوضاعنا فرحًا وابتسامات.
سنة 2020
قرأت تعليق عابر يقول سنة 2020 سنة لا تأتي بخير. كنت احاول التهرب من تقييم هذا التعليق او محاولة تكذيبه. الآن وبعد مرور نصف السنة أقول أنها سنة ثقيلة صعبة.. لكنها ستمر ستمضي بإذن الله. لازم نؤمن بهذا الأمر.
جميعنا نؤمن بأن الحياة أيام بيضاء وأيام سوداء وأن دوام الحال من المحال، ومقابل كل ضحكة دمعة أو حزن، هذا هو التوازن. وإن رجح التوازن بشكل ملحوظ هذه الاشهر إلا أنه لا يمكن أن يُفقدنا إيماننا الكبير ولا يزحزح مكانة التفاؤل في قلوبنا وعقولنا مهما حدث.
ونتذكر بأن في ديننا الحنيف المؤمن الصابر يؤجر على تحمله ألم الشوكة، فما بالكم بألالام أكبر جسديًا ونفسيًا؟ وأيضًا الدعاء عبادة ومن أجمل طرق التخفيف عن النفس والتقرب للخالق سبحانه لتفريج الهم وتبديل الحال ومضاعفة الاجر.
التنفيس عن ما في خواطرنا بشكل مستمر لصديق/ة مقرب/ة، أو الكتابة على ورق وتمزيقه لاحقًا، أو الحركة مثل المشي لمدة معينة او تمارين حركية تحسّن المزاج بشكل ملحوظ. كل هذه الطرق تساهم بشكل أساسي في الراحة من الضغوط والتوتر.
كيف نواجه الضغوطات والاخبار من حولنا.
الضغوطات كثيرة وبعضها قد لا يُحتمل، وبعضنا قليل التحمل والصبر، وكل هذا لا يمنعنا من مواجهة الضغوطات والاخبار السيئة بشكل سليم قدر الامكان.
لا تخجل إن كان خبر لا يهم الاخرين قد أثرّ بك وأحزنك، عبّر عن حزنك بطريقة تريحك، ولا تجلب لك تعليق ساخر من الآخرين.
حاول أن تحصل على دعم عائلتك إخوانك أو أصدقائك المعنوي لك، فوجودهم حولك سيريحك. وإن لم تستطع فلابأس. جرّب الكتابة ثم التمزيق لاحقًا، او الاختلاء بالنفس واستيعاب الامور وترتيبها -إن استطعت-، او التحدث مع شخص غير مقرب (افتراضي) مثلا.
اعطي مشاعرك حقها في التعبير والظهور، لا تكبت حزنًا ولا تجبره على الكتمان، سيضر بصحتك النفسية. اخرج مشاعرك ولو كنت لوحدك.
تذكّر ما تملك من أمور تحبها مثلا كتب مفضلة او لبس تحبه أوأو.. اذكرهم مهما كانت الامور السعيدة صغيرة او كبيرة. عددهم لنفسك حتى تسعد وتخرج من جو الحزن هذا وتعود وتستمتع بكل هذه الامور.
ابحث عن المساعدة إذا ارتأيت حاجتك لها. أنت تعرف نفسك. ابحث عنها في الحسابات الموثوقة في وسائل التواصل الاجتماعي مثلا.
تذّكر بأن الحياة تمضي، مهما كان قاسيًا حزينًا ما مررت به، حاول أن تمضي مع الحياة بشكل تدريجي.
تذّكر العبارة الشهيرة “هذا الوقت سيمضي”
اقضي وقتًا ممتعًا بما تحب قضاءه به، ولا تدع لنفسك وقت فراغ كبير.
جرّب تجربة أمور أجّلتها من فترات طويلة، اسأل نفسك وستجد أمور مهملة، تعلم عنها اكثر، مثلا -اقتراحات شخصية- كتعلم الكروشيه الرسم التدوين البصري إعادة تدوير مواد منزلية تعلم إعداد طبخة جديدة وغيرها من الافكار الفردية او الجماعية.
كُن أكثر تواصل مع أحبابك واصدقائك المقربين وشاركهم أفكارك ونشاطاتك، أو اسألهم أفكارًا مثلا،
تذكّر أهدافًا أو أمور تسعدك وتنهض بك كل يوم، اذكرها بشكل متكرر. عدّل عليها أو اضف عليها أمورًا جديدة.
كن شاكرًا لله على كل ما وهبك من اشخاص لطيفين، وأمور سعيدة وأقكار جميلة تقضي بها يومك، واشكره على أن رزقك الصحة والعافية ورزقك من الامور ما تحب وتهوى.
وفي الختام، أتمنى أن أدّت التدوينة هدفها وأوصلت ما تود وصوله لكم. أتمنى لكم أيام مشرقة وابتسامات عريضة.
تسعدني تعليقاتكم، واراؤكم. اشتركوا في المدونة حتى تصلكم التدوينات الجديدة أول بأول على إيميلكم الشخصي.
Asma Alforidi 
رأيان حول “سوالف: كيف نواجه الضغوط والاخبار السيئة من حولنا”