مرحبا..
هذي التدوينة مميّزة، لأني قررت فيها أكتب عني، عن أهم اهتماماتي، عن أكثر شيء مفضّل عندي.
ممكن كلّنا نكتب عن تجاربنا الغير مكتملة، مو شرط ننتظر إكتمالها أو ننتظر خبرتنا الطويلة جدًا فيها.
تعلّمت عنها وفيها كثير أشياء، ولمدة طويلة، هدفي هنا أأكدّ لكم معنى التعلّم الذاتي بمثال شخصي، وأعطيكم من تجربتي كيفية الاستمرار في تعلّم أيّ لغة في العالم، من الأشياء اللي جرّبتها وفادتني.
اليوم بتكلم عن أكثر لغة أتمنى بيوم أتقنها بشكل كامل. اللّغة الهنّديّـة.
راح أتكلّم من خلال تجربتي وأعطي نصائح عامة لتعلّم أي لغة.
بداياتي كانت قبل حوالي العشر سنوات مدري كيف تكوّنت بداخلي محبّة لهم تدريجيًا، بس الأشخاص المؤثرين في ذاك الوقت كانوا جيراننا الهنود، كانت علاقتنا معهم مره كويسة كانت الأم تدرسنا إنقلش على وقت دراستنا إياه في المدرسة في الابتدائي، فشفت وقتها كثير من حياتهم وطريقة لبسهم وأكلهم حتى، كوّنوا صورة عنهم وعن شعبهم في راسي من الصغر.
وبعد تكوّن الصورة في راسي، بديت استلطفهم، وأتابع عنهم أخبارهم وأفلامهم وكل شيء يطيح بيدي أدوّر اسمهم. وشوي شوي بديت أتابع مسلسلاتهم وبرامجهم وأتعلّم كلمة من هنا وكلمات من هناك.
الطريف في الموضوع، كنت في المتوسط إذا سألوني وين تبين تسافرين؟ كنت أقول أول شيء مكّة، ثم الهند. عاد مكّة لازم تنقال قبل أي مكان.
مازلت أتمنى أروح لها، بس قبل كنت مهووسة بالسفر أكثر من اللازم. كانوا يضحكون علي، يقولون اللي تشوفينه مو مثل الواقع هناك. وكبرت وصاروا ينادوني أسماء الهنديّة.
المهم، تعلّمت على مدى السنوات كلمات وصارت عبارات وجمل وحتى قصائدهم، بس موب كاملة بس أفهم منها.
مصادري في التعلّم هي: البرامج سواء في التلفزيون أو اليوتيوب وغيره، والمسلسلات، الفيديوهات التعليمية للأطفال وقصصهم في اليوتيوب، مواقع تعليم اللغة، قنوات تعليمية في اليوتيوب، متابعة قنوات تقدّم محتوى بنفس اللغة يعني مش محتوى تعليمي.
أدواتي في التعلّم هي: الكتابة، أكتب في دفتر خاص للتعلّم كلمات أو جمل قرأتها أو شفتها في المصدر اللي اخترته، اكتب اللي تعلّمته من كلمات أو اسئلة يومية وغيرهم وحتّى الأرقام أو أي شيء تعلّمته بشكل ممتاز. حتّى أثبتهم عندي، وابدأ في شيء جديد.
الاستماع، اسمع الكلمات الجديدة بتركيز وأكرّر سماعها، اسمع لطريقة نطق الكلمات وحروفها، الإكثار من السماع لأي برنامج أو فيديو مره مُفيد، وإعادة الاستماع أكثر من مرّة يثبّت طريقة النطق بشكل كويس مره. وبالنسبة لي من أكثر الأشياء اللي فادتني في الاستماع قصص الأطفال.
القراءة، اقرأ من المصدر الشيء اللي جالسة أتعلّمه، و في الوقت الفاضي أصير اقرأ كل شيء تطيح عيني عليه من اقتباس أو جملة أو اسم برنامج أو أي شيء، الهدف تعويد اللسان والأذن على الكلام بهذي اللغة، وأحيانًا أدخل واقرأ التعليقات في أي منشور أو فيديو على النت.
وفي القراءة مهارة حلوة تعلّمتها، إني أردّد الكلام اللي تعلّمته، يعني مثلًا تعلّمت كلمة وفهمت معناها فأثبّتها إني أكتبها عندي أول شيء، ثم أردّدها كم مرة، وأصير أرجع لها كل فترة زيادة في التثبيت. وحتّى أردّد أي جملة شفتها سهلة وواضحة علي.
باستخدام هذه الأدوات، وعن طريق هذه المصادر، لازم تخصّيص وقت يومي أو حسب الاستطاعة يكون إلزامي، للتعلّم الجاد.
أحبّ أنوه أن معرفتك لأسماء المشاهير أو الفنانين، أو أسماء مسلسلاتهم وبرامجهم، هذا مو كل شيء. متابعتك وإصغائك للبرامج أو الفيديوهات هو المهم، لأن في كلّ مرّة تُحفر كلمة في راسك بدون ما تحسين. والاستمرار بعد مهم، مرّة وحدة أو خمس مش كفاية.
تعلّمت من خلال تجربتي أن مافي لغة صعبة، فيه أحب هذي اللغة أو لأ. الحبّ هو الدافع المهم، مش كافي أكيد، بس اعتبره الخطوة الأولى في طريق التعلّم، ثم يجي دور الالتزام والاستمرار والجديّة.
وتعلّمت أن لمّا نحبّ لغة مانسمع للكلام المحبط من الناس، اللي يقولون هذي اللغة مش مهمة أو انت فاضية تتعلمين شيء مو إلزامي، بإيش تفيدك هذي اللغة وغيره… راح يأثّر كلامهم في طريقنا في البدايات بس لازم نعاهد أنفسنا على احترام رأيهم أكيد، ثم تجاهله بلطف، ونكمّل طريقنا.
وتعلّمت أن مدّة تعلّمك لأي لغة محد يحددها لك، تحدّدها لك همّتك وإلتزامك واستمراريتك.
نجي لآخر جزء وأهم جزء من تجربتي، كيفية الاستمرار في التعلّم.
- تخصيص وقت يومي للتعلّم، وعدم التساهل في تفويته.
- اختيار وقت مناسب، بحيث يكون وقت نشاطك وتركيزك.
- لا تحدّد لنفسك مدّة ضيّقة لتعلّم اللغة كاملة.
- من الجيّد تحديد مدّة زمنية لتعلّم جزء من اللغة.
- تحديد مصادرك الخاصة في التعلّم في قائمة.
- الحرص على التنويع في المصادر كل فترة لكسب فوائد أكثر.
- الكتابة والقراءة والاستماع، من أهم الأدوات في التعلّم، استخدامهم بتكافؤ في كل يوم تعلّم.
- استخدام الأداة التي تتناسب مع طريقة تعلّمك بنسبة أكبر من غيرها من الأدوات، مع التشديد على أهمية استخدام كل الأدوات في التعلّم.
- عدم الاستهانة بأي درس بسيط أو فيديو قصير تعليمي أو غير تعليمي.
- مراجعة ما تم تعلّمه كل فترة، هذي النقطة مهمة.
- عدم أخذ مرحلة التعلّم كمرحلة جادّة وحازمة كل الوقت.
في نهاية التدوينة، أتمنى استفدتوا من نصائحي وتطبقونها على أي لغة تتعلمونها أو حابين تتعلمونها، وانشروها رجاءً.
حسابي في الآسك من هنا
حسابي في تويتر من هنا
كل التوفيق.
لا أعلم تاريخ التدوينة متى كان! لكنها أعطتني جرعة من الأمل، خاصةً في الجزئية التي قلتِ فيها أن لا نكترث للآراء المحبطة ولم أستطع المضي دون ترك تعليق.. فشكراً لكِ🌸🌸
إعجابLiked by 1 person
شكرا لكلامك الجميل واسعدني جدا تعليقك
العفو عزيزتي
إعجابإعجاب