ها أنا اليوم وبعد 16 عامًا من الدراسة باختلاف المراحل الدراسية، مقبلة على آخر اختبارات نهائية في المرحلة الجامعة (البكالوريوس) من غير شر بإذن الله.
دعكم من هذا المقدمة فقط أحببت إشعال حماستكم لقول هذه الجملة لأنفسكم يومًا ما إن شاء الله.
تمر علينا دائمًا وباستمرار فترات اختبارات سواءً فصلية أو نهائية، وفي كل مرة نكتشف أكثر عن طِباعنا في الدراسة والاستعداد لها، فحالتي مثلًا، اكتشفت قبل سنة أو أكثر بقليل، أنّي أفضّل البدء بالمذاكرة وأنا في الحالة الأقرب للجوع، إذ اكتشفت وعن طريق الصدفة، أن دماغي يستطيع التركيز أكثر في هذه الحالة، وأني أفضّل شرب القهوة وأنا أدرس وليس قبلها، وغيرها من الأمور.
قد أذكر في هذه التدوينة ما ذكره ويذكره غيري، ولكنّي حاولت التميّز عنهم، إذ سأذكر ما قد جرّبته شخصيًا من طرق وأسرار ونفعت معي بنجاح ولله الحمد، أي أنها تجارب شخصية لمدة طويلة.
أسرار المذاكرة الصحيحة (علمًا بأن الترتيب من الأهم المهم ثم المهم، ثم المتوسط، أي تنازليًا):
-
تنظيم الوقت ثم تنظيم الوقت.
أعتقد أن سرّ تفرّد بعض الشخصيات التي نقابلها امتلاكهم لصفات نغفل عنها بشدّة، أغلبهم يقول: تنظيم الوقت هو سرّي، فما بالك إن كان تنظيم الوقت هو سر الأعمال الكبيرة، والحياة المنظّمة والشخصية المرتاحة؟
تنظيم الوقت هو سر أشياء كثيرة من حولنا، ففي المذاكرة هو أهم سر فيها، فبه يبدأ العِقد كما يقولون.
أنت تمتلك في يومك 24 ساعة، إنها كثيرة حقًا، من خلال الاستفادة منها تستطيع القيام بالكثير من الأعمال والإنجازات، تستطيع أن تذاكر بها، من خلال تحديدك للوقت المفضّل لديك، وتخصيصه للمذاكرة فقط.
وكما يشير د. أنور عبد الرحيم (2008)* حاول أن تتعرف على الأشياء التي تضيّع وقتك لتتخلّص منها، تخلّص من العادات التي تلتهم وقتك بدون فائدة.
مهارة تخطيط أو تنظيم الوقت لا تُحّفظْ غيبًا، وإنّما تُمارس، وتحتاج إلى تخطيط وضبط نفس ومقاومة الاغراءات التي تفتك بالوقت، ويجب أن تعتادها يوميًا بحيث تصبح جزءًا من يومك.
2. فراغ جدولك بشكل عام والتسليمات بشكل خاص:
من المهم أيضًا أن خلو جدولك الدراسي والمنزلي من المسؤوليات، التي تأخذ منك وقتك وجهدك وأفكارك، تأكد من تسليمك لكل التسليمات، ثم تأكد بعد ذلك من انتهاء كل التسليمات والمسؤوليات باختلاف أنواعها، واجعل هذه الفترة خالية من المسؤوليات الإضافية قدر الإمكان، وركّز على دراستك والمقررات المطلوب دراستها، وقسّمها حسب الأيام التي أمامك.
أحيانًا من الصعب التفرّغ كليًا للدراسة، حسنًا سيكون الحل هو نظّم تلك المسؤوليات الملازمة لك على الدوام، مثلًا وكّلها لأحد ما، أو قسّمها مع فترة الدراسة، بالشكل الذي لا يتعارض مع ساعات دراستك، فمثلًا إن كنتَ تدرس الفترة الصباحية، فقم بها في فترة الظهر أو الفترة المسائية..وهكذا.
3. الاستعداد الذهني والجسدي للمذاكرة
ستواجه الكثير من الصعوبات إذا بدأت مذاكرتك وكان ذهنك في موضوعٍ ما يشغله طوال الوقت، أو جسمك متعب، أو يحتاج للنوم بشدّة، لن تنجّز ما تطمح إليه وذهنك غير مسترخي، وجسمك غير مستعد.
صفّي ذهنك من كل الأفكار وأعلن حالة الاستعداد للدراسة بصفاء، اجعل جسمك جاهزًا ومستعدًا، أعطه راحته من النوم والطعام، وجهّز كوب القهوة إن رغبت، وستحصد نتائج رائعة في دراستك.
4. إعداد قائمة بالمكافات باختلاف اوقاتها
في وقت تخطيط للفصول والمقررات على الأيام والساعات، أعِد قائمة بالمكافآت التي تحب أن تنالها، وقسّم أوقاتها، مثلًا على ثلاث: بعد إنجاز عدة فصول من المقرر، بعد عدة أيام من الدراسة الجادة، وبعد انتهاء فترة المذاكرة للاختبارات. على أن يتناسب حجم كل مكافأة مع الفترة الموضوعة لها.
ولا تنسى الجائزة الكبرى بعد الانتهاء من فترة الاختبارات النهائية بكاملها.
من المكافآت ما قد يكون: سهرة مع أشخاص نحبهم، تناول وجبة خارج المنزل، شراء كتاب أو كتب من المكتبة المفضّلة، قراءة كتاب من مكتبك أو مكتبة المنزل، القيام بالهوايات الشخصية المفضّلة، تجربة طبق جديد من مطعم ما، التسوّق في مركز تجاري أو على الإنترنت، وغيرها الكثير من الأفكار.
تأكد أن تضع المكافآت التي تحبّها جدًا ولا تقتبس من مكان ما، حتى يصبح الأمر تحديًا ممتعًا بالنسبة لك.
الخلاصة:
خطّط، ضع لك هدفًا أو أهدافًا في التخطيط، ثم نظّم دراستك ووقتك ومسؤولياتك الأخرى في خطّة واضحة ومرنة، ثم نفّذها بالشكل المطلوب ولا تتوانى عنها إلا في أصعب الظروف، ثم قارن الأهداف الموضوعة في المرحلة الأولى بالنتائج المتحصّل عليها، وكافئ نفسك.
________
*المراجع:
عبد الرحيم، أنور والسبيعي، هـ.ع. مهارات التعلّم والاستذكار (2008). الدوحة: دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع.
👍 keep going
إعجابإعجاب